المرحوم السيد عبدالله محمد الهاشمي الإمارات العربية المتحدة

يمثل المرحوم السيّد عبدالله الملقب بـ (السيّد العود) نموذجاً ناصعاً لأولئك القلة من الرجال الذين يعملون في صمت، ويبذلون سنين حياتهم في العطاء حاملين في داخلهم شعارات البذل والعمل بأمانة وإخلاص وتفانٍ.

رافق المرحوم السيّد الهاشمي منذ نشأته حكام إمارة أبوظبي، معاصراً دخول الإمارة لمرحلة جديدة من مراحل التطور على كافة الأصعدة، بعد اكتشاف النفط، فكان من رجال الإمارة المخلصين والمرافقين للمغفور لهما بإذن الله الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل تسلّمه مقاليد الحكم في الإمارة.

وبعد تسلّم الشيخ زايد طيّب الله ثراه مقاليد الحكم، عمل الهاشمي مرافقاً شخصياً له، ثم تم تعيينه مديراً للدائرة الخاصة، فكان المسؤول المالي والإداري الأول للأعمال الشخصية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، من حيث إدارة القصور والمزارع والموظفين والمشتريات، كما كان مسؤولاً عن توزيع الرواتب على الموظفين. وإضافة إلى هذه المهمة، أشرف على عدد من مشاريع التعمير والبناء التي وجّه بها الشيخ زايد في إمارة أبوظبي وعدد من الإمارات الأخرى، وكذلك مشاريع الحج والعمرة التي كانت تتم على نفقة الشيخ زايد.

وعُرف عن الهاشمي العمل بصمت وبشكل دؤوب، والأمانة والإخلاص والحزم والالتزام والمبادرة والتفاني في أداء المهام والوفاء في العمل. ونشأ معالي السيّد الهاشمي، في أسرة جليلة يحظى أهلها بمكانة خاصة ومعروفة في الفقه والدين في دولة الإمارات، واستقى دراسته لعلوم الدين والفقه على يد عدد من المشايخ من داخل الدولة وخارجها، والذين كان منهم والده السيّد محمد الهاشمي الذي كان قاضياً وعالماً من علماء الدين.