المرحومة عوشة بنت خليفة السويدي
ولدت المرحومة الشاعرة عوشة بنت خليفة بن أحمد السويدي في بيت أدبي يقرأ الأدب ويقول الشعر، فاتصلت بالشعراء واستمعت للشعر منذ الطفولة. ألقت الشعر قبل أن تتجاوز الخامسة عشرة واستطاعت في فترة وجيزة أن تكتسب مكانة شعرية مميزة على الساحة الشعرية التي كادت تكون حكراً على الرجال في ذلك الوقت حتى أصبحت واحدة من أكثر شاعرات المنطقة إنتاجاً وحضوراً على ساحة الشعر النبطي، فلقبت بفتاة الخليج.
كما حرصت الشاعرة على تطوير موهبتها الشعرية فقرأت للمتنبي وأبي تمام والمعري، كما قرأت لشعراء النبط مثل الماجدي بن ظاهر وراشد الخلاوي وسليم بن عبد الحي ومحسن الهزاني والعوني وغيرهم.
وقد أثرت الشاعرة في الحركة الشعرية النسائية في إمارة أبوظبي كصوت نسائي شعري قوي وفعال يبرز مكانة المرأة الإماراتية ودورها المهم والمؤثر في المشهد الثقافي المحلي. وهو ما حدى بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأن يمنحها شهادة التميز.
وكان لشعرها دور في إبراز الهوية المحلية لإمارة أبوظبي والتعريف بها خليجيا وعربيا عبر توظيفها مفردات من اللهجة الإماراتية الأصيلة في قصائدها.
وأطلق عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي لقب "فتاة العرب" بعد سلسلة المساجلات الشعرية التي عقدها معها، وتعد تلك المساجلات من بين الأهم في تاريخ الشعر النبطي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد تغنى عدد من الفنانين بأشعارها مما قدم صورة فنية راقية للقصيدة المحلية المغناة بأصالتها وعراقتها، وأوصل الصوت الشعري المحلي والنسائي إلى آفاق ثقافية وفنية جديدة وتميزت قصائدها بثراء مخزون قاموسها الشعري المستمد من مختلف البيئات التي عاشت فيها أو كتبت عنها. كما تنوعت الأغراض الشعرية التي تناولتها ومنها الحكمة والرثاء والحنين والغزل والمدح والوطنيات وكتبت الشعر الفصيح وقالت فيه الكثير من القصائد منها قصيدتها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أما صورها الشعرية فاستعارتها من حميمية البيئة المحلية بصور البر والبحر والماضي والحاضر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
توفيت المرحومة عوشة السويدي في عام 2018 عن عمر يناهز 98.