محمد بن زايد يكرم الفائزين
15 فبراير 2010
عرب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن سعادته واعتزازه بتكريم نخبة متميزة من المواطنين والمقيمين الذين قاموا بمبادرات فردية نبيلة كان لها أكبر الأثر في الارتقاء بمستوى الحياة في أبوظبي، وإلهام الآخرين لعمل الخير في مجتمع الإمارة، والذين قدموا نماذج تحتذى في العمل المتفاني، والجهد الدؤوب، والعطاء بلا حدود.
جاء ذلك خلال قيام سموه بتوزيع الجوائز في الحفل الذي أقيم بفندق قصر الإمارات لتكريم الفائزين التسعة بجائزة أبوظبي في نسختها الخامسة.
وأوضح سمو ولي عهد أبوظبي أن هذه الجائزة تعكس حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على تكريم كل من يساهم في بناء المجتمع وتعزيز التنمية الاجتماعية بأبوظبي والوصول بمجتمعها إلى أرقى المستويات وذلك استمراراً للنهج الذي رسمه وسار عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وأوضح سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة يزخر بالكثير من الرجال والنساء الذين يحرصون على تسخير كامل طاقاتهم من أجل تقدم الوطن ورخائه وازدهاره ويفضلون العمل في تواضع وصمت وتجرد ويتصفون بالمروءة والشهامة والمثابرة... مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الرشيدة ومبادئها وقيمها الإنسانية النبيلة وأصالتها تقدر لهؤلاء المخلصين دورهم ومكانتهم وهي تقابل بالتقدير كل جهد بذلوه وكل فكر مبدع خلاق وكل حبة عرق روت أرض الإمارات لتثمر عملاً وإنجازاً ونماءً وازدهاراً.
ووجه سموه في ختام تصريحه التهنئة للفائزين بالجائزة متمنياً لهم النجاح والتوفيق وقال سموه إن مما يبعث على الارتياح هو أن المكرمين يمثلون كافة شرائح مجتمع أبوظبي داعياً سموه شباب الوطن لأن يتخذوا من هؤلاء المكرمين المنتجين قدوة ومثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى... مشيراً سموه إلى أن المجتمع الراقي الذي ننشده والتنمية الشاملة التي نحرص على تحقيقها تتطلب تضافر جهود المخلصين المحبين لوطنهم بما يعزز مكانة البلاد ويدعم دورها المتميز في المنطقة والعالم.
يذكر أن المكرمين بجائزة أبوظبي في عامها الخامس يمثلون كافة شرائح مجتمع الإمارة ابتداءً من رواد التعليم النظامي في مدينة العين، إلى الناشطين الحريصين على تعزيز الوعي البيئي في المنطقة الغربية، وأولئك الذين وهبوا أنفسهم لتوفير الدعم المالي للمشاريع الخيرية، والذين كرّسوا أوقاتهم لغرس ثقافة حماية البيئة في نفوس الطالبات بما صمموه من أنشطة إبداعية، وأولئك الذين حولوا تجاربهم الشخصية كعبر لتحفيز الآخرين وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع محيطهم، إلى المثقفين الذين سجلوا نهضة المجتمع فألهموا مسيرته نحو المستقبل بإبداعاتهم الشعرية والأدبية، وليكتمل العقد بتكريم أولئك الذين كرسوا أنفسهم للارتقاء بالمجتمع المحلي من خلال جهودهم الدؤوبة والمستمرة لتطبيق أحدث الأنظمة الحكومية التي تسهل حياة السكان وتحقق رؤية إمارة أبوظبي للمستقبل.
حضر الاحتفال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية ومعالي صقر غباش وزير العمل ومعالي مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية ومعالي الدكتور هادف جوعان الظاهري وزير العدل ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي نائب الامين العام للمجلس التنفيذي ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومعالي ناصر أحمد السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهدابوظبي وعدد من كبار المسؤولين بالدولة إضافة إلى عدد من السفراء والضيوف والمدعويين.
وفيما يلي قائمة بأسماء المكرمين:
1. معالي محمد حبروش السويدي، الإمارات العربية المتحدة
تدرج معالي محمد حبروش السويدي في مناصب عدة منذ بداية مسيرته المهنية. عمل خلالها في العديد من المشاريع التأسيسية في الإمارة، وشغل منصب نائب رئيس الديوان الأميري عام 1969. ثم أصبح رئيساً لدائرة المالية في العام 1970 حيث استطاع تطوير الأنظمة الإدارية والمالية ورفع مستواها عبر التركيز على تحقيق الشفافية والمحافظة على المال العام.
وفي عام 1971 تولى مهمة تسجيل دولة الإمارات العربية المتحدة في جامعة الدول العربية في القاهرة، وساهم في تأسيس شركة أبوظبي الوطنية للحفر، كما أسهم في تأسيس شركة أبوظبي الوطنية للتأمين، وترأس مجلس إدارة بنك أبوظبي الوطني، ثم أصبح وزيراً للدولة للشؤون المالية والصناعة عام 1971.
وكان من المؤسسين لجهاز أبوظبي للاستثمار الذي يعتبر اليوم واحداً من أبرز مؤسسات الاستثمار العالمية، ولا يزال السويدي حتى اليوم عضو مجلس إدارة فيه. ونجح السويدي في تطبيق مبدأ توطين القيادات والمواقع الإدارية في المؤسسات التي ساهم في تأسيسها أو عمل في إدارتها، كما عمل على جعل تمكين الكوادر الوطنية سياسة ثابتة في المؤسسات الوطنية للدولة، ساهمت خبرته المتنوعة وسعة أفقه في تعزيز شخصيته التنفيذية بامتياز، وهو ما جعل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله أن يختاره مستشاراً خاصاً.
وقد مكنته عضويته في كل من المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار من المساهمة في وضع استراتيجية شاملة ترتقي بآليات الإدارة المالية في كلتا المؤسستين السياديتين في الإمارة.
2. إيزابيل بونوسامي، جمهورية موريشوس
نشأت إيزابيل بونوسامي في أسرة تهتم بالعمل الخيري والتطوعي، غادرت بلدها موريشوس لدراسة الاقتصاد ثم حصلت على درجة الماجستير في فلسفة الاقتصاد من جامعة دوفين في باريس، لكن تعلقها بالعمل الخيري قادها إلى بنغلادش عام 1999 حيث تطوعت للعمل مع مصارف الفقراء وهو مشروع يهدف لتقديم القروض الميسرة للمعوزين، وساعدت في العام نفسه في تأسيس مركز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في موريشوس.
في عام 2005 انتقلت للعيش في الإمارات وتطوعت للعمل بدوام كامل في مركز الرعاية الخاصة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي وقررت توفير الدعم المادي لرعاية أنشطة المركز فأطلقت مؤسسة "القلوب الرحيمة" الخيرية بهدف جمع التبرعات للمركز. وساهمت إيزابيل بونوسامي في تأسيس جمعية "نهتم" للإعلام وتوعية المجتمع وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى دعم مختلف المنظمات المحلية في تنظيم حملات جمع التبرعات لأهداف إنسانية.
كما نظمت حملة "طوبة منكم طوبى لكم" التي تجمع التبرعات لمشروع بناء مدرسة حديثة متكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة ستكون الأكبر من نوعها في إمارة أبوظبي بمساحة تمتد على أكثر من 22 ألف متر مربع، وتستوعب 300 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد استطاعت الحملة جمع أكثر من ثمانية ملايين درهم حتى اليوم من ريع المناسبات والأنشطة التي أقيمت.
لدى إيزابيل بونوسامي الكثير من المشاريع المستقبلية التي ستشمل الاستفادة من مساهمات وخبرات المؤسسات الخيرية الدولية، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع عبر إشراكهم في حملات التوعية التي تهتم بالصالح العام.
3. عوشة بنت خليفة السويدي، الإمارات العربية المتحدة
ولدت الشاعرة عوشة بنت خليفة بن أحمد السويدي في بيت أدبي يقرأ الأدب ويقول الشعر، فاتصلت بالشعراء واستمعت للشعر منذ الطفولة. ألقت الشعر قبل أن تتجاوز الخامسة عشرة واستطاعت في فترة وجيزة أن تكتسب مكانة شعرية مميزة على الساحة الشعرية التي كادت تكون حكراً على الرجال في ذلك الوقت حتى أصبحت واحدة من أكثر شاعرات المنطقة إنتاجاً وحضوراً على ساحة الشعر النبطي، فلقبت بفتاة الخليج.
كما حرصت الشاعرة على تطوير موهبتها الشعرية فقرأت للمتنبي وأبي تمام والمعري، كما قرأت لشعراء النبط مثل الماجدي بن ظاهر وراشد الخلاوي وسليم بن عبدالحي ومحسن الهزاني والعوني وغيرهم.
وقد أثرت الشاعرة في الحركة الشعرية النسائية في إمارة أبوظبي كصوت نسائي شعري قوي وفعال يبرز مكانة المرأة الإماراتية ودورها المهم والمؤثر في المشهد الثقافي المحلي. وهو ما حدى بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأن يمنحها شهادة التميز.
وكان لشعرها دور في إبراز الهوية المحلية لإمارة أبوظبي والتعريف بها خليجيا وعربيا عبر توظيفها مفردات من اللهجة الإماراتية الأصيلة في قصائدها.
وأطلق عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي لقب "فتاة العرب" بعد سلسلة المساجلات الشعرية التي عقدها معها، وتعد تلك المساجلات من بين الأهم في تاريخ الشعر النبطي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد تغنى عدد من الفنانين بأشعارها مما قدم صورة فنية راقية للقصيدة المحلية المغناة بأصالتها وعراقتها، وأوصل الصوت الشعري المحلي والنسائي إلى آفاق ثقافية وفنية جديدة وتميزت قصائدها بثراء مخزون قاموسها الشعري المستمد من مختلف البيئات التي عاشت فيها أو كتبت عنها. كما تنوعت الأغراض الشعرية التي تناولتها ومنها الحكمة والرثاء والحنين والغزل والمدح والوطنيات وكتبت الشعر الفصيح وقالت فيه الكثير من القصائد منها قصيدتها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أما صورها الشعرية فاستعارتها من حميمية البيئة المحلية بصور البر والبحر والماضي والحاضر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
4. المرحوم حمودة بن علي بن حمودة، الإمارات العربية المتحدة
ولد حمودة بن علي بن غانم بن حمودة في عام 1940. انضم إلى الشرطة في أبوظبي عام 1958، ثم التحق بكلية الشرطة في دولة الكويت وتخرج منها عام 1961 برتبة ملازم ليعود بعد ذلك إلى الدولة ويعمل في الشؤون الإدارية والتحقيق الجنائي، وبفضل إخلاصه وتفانيه في العمل، فقد تقلد منصب مساعد قائد الشرطة ثم نائباً لقائد الشرطة والأمن عام 1969، ثم وكيلاً بوزارة الداخلية في حكومة أبوظبي في عام 1971.
وفي عام 1972 أصبح وزير الدولة للشؤون الداخلية في الحكومة الاتحادية. وتم تعينه في عام 1990 وزيراً للداخلية، وظلّ يشغل هذا المنصب حتى عام 1992. وقد شارك حمودة في العديد من اللجان الوزارية، ومثّل الدولة في عدد من المؤتمرات الإقليمية والعربية والدولية. واختاره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مستشاراً له وكرمه بمنحه وسام الخدمة المخلصة لما قدمه من انجازات وأعمال مخلصة لوطنه، حيث شغل هذا المنصب إلى أن وافته المنيّة عام 2001. وقد ساهم بما له من معرفة أكاديمية وخبرة عملية في تحقيق رؤية الدولة التي ينعم المواطنون والمقيمون فيها بالسلم والأمان. وكانت للأنظمة التي وضعها في قيادة الشرطة ومن ثم وزارة الداخلية نتائج مهمة في تحديث أنظمة العمل. وحاز خلال القمة السادسة لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في مسقط على وسام دول مجلس التعاون الخليجي تقديراً لدوره في تعزيز التعاون الأمني لدول المجلس.
5. منال محمود حمد، المملكة الأردنية الهاشمية
شكلت فكرة التوعية البيئية وحماية البيئة محور عمل منال محمود حمد كمنسقة في مشروع مبادرة المدارس المستدامة ومعلمة مادة العلوم في مدرسة الخمائل النموذجية في مدينة زايد بالغربية، فبعد أن تخرجت في اختصاص الأحياء الدقيقة وعلم الحيوان من كلية العلوم في جامعة الكويت، وقد طورت خبراتها التربوية كمعلمة وحصلت على الماجستير في علم النفس التربوي من جامعة عمّان العربية للدراسات العليا في الأردن واعتمدت الأسلوب التطبيقي كمنهجية تربوية وتعليمية، فنظمت مع طالبات المدرسة مشاريع سنوية تركز على القضايا البيئية. وقد ساعدت تلك المشاريع في غرس السلوكيات البيئية الإيجابية في عادات الطالبات من مختلف الفئات العمرية.
كما ساهمت في دمج الطالبات في العملية التعليمية من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية، وعالجت الموضوعات المختارة في تلك المشاريع مشكلات حياتية يومية كالتلوث البيئي وظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة التصحر. وتحرص المربية منال حمد على إذكاء حس المبادرة وتعزيز مهارات معالجة المشكلات لدى الطالبات وهو ما يؤدي إلى زيادة دافعية الطالبات للتعلم، ويؤثر إيجابيا في قدرتهن على التفكير العملي وإيجاد الحلول بطرق علمية.
وقد حصلت منال حمد خلال العقد الماضي على الكثير من الجوائز التربوية والبيئية ومنها جائزة المعلم المتميز بيئياً على مستوى إمارة أبوظبي، وجائزة حمدان بن راشد للتميز في دورتها الثامنة عن فئة المعلم المتميز، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي في المجال البيئي في دورتها الرابعة.
6. د. عبد الرحمن حسنين مخلوف، الإمارات العربية المتحدة
يقترن اسم الدكتور عبد الرحمن حسنين مخلوف بالتخطيط العمراني لمدينة أبوظبي، فهو المهندس المعماري الذي حاز على الدكتوراه في ألمانيا ليعود مباشرة إلى العالم العربي ويعمل مع الأمم المتحدة في التطوير المدني والمعماري كخبير في التخطيط الحضري. عمل أثناء دراسته في ميونيخ على ترميم وتجديد المباني التاريخية، وساهم في وضع المخططات لمدينة جدة في المملكة العربية السعودية عام 1959.
انتقل بعد ذلك للعمل الأكاديمي بانضمامه إلى الهيئة التدريسية في جامعة القاهرة بين العام 1964 – 1968 وجاء بعدها إلى أبوظبي بدعوة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمشاركة في وضع المخططات لمدينة أبوظبي فساهم في تأسيس دائرة تخطيط المدن في أبوظبي والعين وعُين مديراً لها.
وعمل مديراً عاماً لدائرة تخطيط المدن حتى العام 1976 ، وكان المسؤول المباشر عن عمليات تخطيط مركز المدينة وتطوع لتدريب العديد من العاملين والمهندسين في دائرة التخطيط ووضع العديد من الدراسات العلمية للتطوير المستقبلي لمدينة أبوظبي وحاضَرَ في العديد من جامعات المنطقة حول واقع التخطيط في العالم العربي وآليات تطبيقه، وبالإضافة إلى ذلك، عمل محاضراً لمادة التخطيط العمراني بقسم الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات بين الأعوام 1983 و1985.
يعمل الدكتور عبد الرحمن حالياً في المكتب العربي للتخطيط والعمارة الذي أسسه عام 1976، لكنه في الوقت نفسه لا يبخل على من يأتون لاستشارته في مجاله الذي يبرع فيه.
وهو يتواصل مع تلاميذه في الجامعة ويقدم العون لكل من يطلبه منه، كما يعكف على إنجاز كتابه "رحلة العمر" الذي يسرد فيه محطات حياته والتجارب التي مر بها.
من المشاريع التي أشرف على تنفيذها الأعمال الخارجية لمسجد المغفور له الشيخ زايد، دار القضاء الشرعي في مدينة أبوظبي، السوق المركزي القديم في مدينة العين، وغيرها الكثير من المساجد والمدارس في أنحاء الإمارة.
7. صالح اليعربي، سلطنة عمان
صالح اليعربي رجل عصامي، لم تتمكن الإعاقة الجسدية التي أصيب بها في ريعان شبابه من أن تحول بينه وبين تحقيق طموحاته، فامتدت ثمرة نتاجه من مقالات ومؤلفات ومحاضرات لتلمس القلوب والعقول وتوقد جذوة التحدي والتغلب على المصاعب لدى الكثيرين في المجتمع.
وقد قَدِمَ صالح اليعربي من عمان إلى إمارة أبوظبي عام 1978، وعلى الرغم من إصابته بالشلل في العشرين من عمره، ازداد تصميماً على تحقيق طموحه والعمل لخدمة المجتمع ولم يعقه الكرسي المتحرك عن متابعة تحصيله العلمي، فحصل على الشهادة الثانوية، ثم عمل ليؤمن نفقات تعليمه الجامعي حتى تخرج من الجامعة بدرجة امتياز في الاختصاص الذي اختاره.
كما كتب العديد من المقالات في الصحف المحلية مثل "الاتحاد" و"الخليج" فألهم القراء وجذب الانتباه. ألّف مجموعة من الكتب التي بعثت الأمل في النفوس بموضوعاتها التي ترسم أفقاً مشرقاً للتصميم والتحدي وتحض على التغلب على الصعاب.
من مؤلفاته "لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة" 1999، "خواطر وقراءات" 2000، "فيض المشاعر" 2002، "رحلتي مع الصبر" 2004، "إشراقة وانطلاقة" 2006 ، كما ألقى العديد من المحاضرات في منابر علمية منها جامعة الإمارات بالعين وكليات التقنية بأبوظبي والمدارس لعرض تجربته وحث وتحفيز الطلاب على طلب العلم والسعي لتحقيق طموحاتهم.
وهو ينصح ويرشد ويوعي إلى أهمية المثابرة والتصميم، ويشجع ذوي الاحتياجات الخاصة على الإيمان بقدراتهم وطموحاتهم والسعي إلى تحقيقها دون كلل. لهذا فهو يتطوع دائماً بالعمل مع المنظمات والمؤسسات الخيرية ومنها الهلال الأحمر الإماراتي.
8. لطيفة يونس تبريزي، جمهورية تركيا
عندما انتقلت لطيفة يونس تبريزي من تركيا للعيش في مدينة العين عام 1970، كان لديها الكثير من الأفكار حول مساعدة الآخرين. لكنها استقرت على خيار العمل التطوعي مع المعاقين. فتطوعت للعمل بدوام كامل ودون مقابل في مركز تأهيل المعاقين في مدينة العين. وبدأت تدرب منتسبي المركز من مختلف المراحل الدراسية على الحرف اليدوية وكيفية إنتاج مصنوعات فنية من المواد المهملة. وقد سنحت لها الفرصة لتأسيس برنامج التطوع الذاتي الذي ينظم مساهمات أفراد المجتمع التطوعية في مساعدة المركز والمعاقين لتعزيز دمجهم في المجتمع، لكن دورها لم يقتصر فقط على جعل المجتمع يهتم بالمعاقين. فقد استطاعت من جهة أخرى تعزيز الجانب الإبداعي لدى المعاقين ورفع ثقتهم بأنفسهم من خلال مساعدتهم للمجتمع على إعادة تدوير المهملات والمواد غير المستخدمة وإنتاج مصنوعات يدوية تعبّر عنهم.
وقد ساعدت لطيفة المعاقين على لعب دور مهم كسفراء لتعزيز الوعي البيئي ونشر مفهوم إعادة التدوير، وأسهمت بقوة في إرساء دعائم الاستخدام المستدام وهو ما امتد ليشمل دوائر أوسع كعائلات المعاقين وموظفي المركز وعائلاتهم، وقد استفادت العديد من المدارس في منطقة العين من تجربة لطيفة وبدأت بتطبيقها في برامجها التعليمية والأنشطة التي تنظمها. تشكل لطيفة اليوم مصدر إلهام للكثير من المبادرات التطوعية والبيئية في المنطقة التي تعمل فيها.
9. المرحوم محمد بن راشد التميمي، الإمارات العربية المتحدة
هو المربي الفاضل الذي أدى فريضة طلب العلم فبدأ بنفسه قبل أن يعلمها لغيره وارتحل لأجل العلم وتنقل كثيراً بين مختلف البلاد العربية حيث أتم تعليمه الابتدائي في مسقط ثم انتقل إلى البحرين لدراسة المرحلة الإعدادية ثم تابع المرحلة الثانوية في الأردن وانتقل بعدها إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة دراسته الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. عمل في الظهران في المملكة العربية السعودية لعدة سنوات.
وفي العام 1953 التحق بإدارة التربية والتعليم هناك حيث تم إيفاده إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لإتقان اللغة الانجليزية وقد تغير مسار حياته حين طلب إليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يعلم أبناء منطقة العين، وقد أسس أول مدرسة نظامية في مدينة العين عام 1955 ولم يكن طلابها آنذاك يزيدون على الأربعين تلميذاً، وقد بدأ بتدريس مبادئ اللغة العربية والحساب والقران الكريم، وكان المعلم الوحيد في العين في تلك الفترة.
وأسس داخل المدرسة فرقة للكشافة تعتمد على القوانين الكشفية والأنشطة الرياضية المتنوعة بالإضافة إلى التخييم في الهواء الطلق خارج المدرسة. كان يتطوع بتعليم التلاميذ لساعات إضافية في المدارس التي عمل فيها.
وقع عليه الاختيار ليكون المدرس الخاص لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حين كان طالباً. كما حضر دروسه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وبعض أبناء القبائل والكثيرين ممن يشغلون مناصب مهمة اليوم.
وقد عمل في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي ليصبح بعد ذلك سكرتيراً في الدائرة الخاصة لحاكم أبوظبي وولي العهد واستمر في عطائه حتى بعد تقاعده وحصل على جائزة الشيخ خليفة للمعلم عام 1997.
عرف عنه تواضعه وحبه للعلم والعطاء. وهو ما جعل الكثيرين ممن تعلموا على يديه يحافظون على تواصلهم معه ويستشيرونه في أمورهم وأحوالهم. رحل المعلم الأول عام 2009 عن ثمانين سنة قضى معظمها في طلب العلم والتعليم دون كلل.