المرحوم الشيخ أحمد بن عبدالعزيز المبارك الإمارات العربية المتحدة

ولد الشيخ أحمد بن عبدالعزيز المبارك (رحمه الله) في عام 1910 في أسرة عُرفت بتوارث أبنائها علوم الدين والقضاء، ليكمل عقد سلسلة مشرقة في تاريخ القضاء في إمارة أبوظبي، حيث تتلمذ على يد والده الذي ربطته علاقة قوية بالمغفور له الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، المعروف بزايد الأول، وكان أحد رجال القضاء المعروفين في المنطقة.

وبعد تلقيه العلم في مختلف المواد في صغره، اتجه إلى مهنة التعليم مبكراً، واستمر في مهنته تلك إضافة إلى ممارسته مهنة القضاء، إلى أن عيّنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً لدائرة القضاء الشرعي في إمارة أبوظبي في عام 1969، حيث ساهم في تأسيس القضاء الشرعي في الإمارة. كما ساهم في بناء مجمع المحاكم الشرعية التابعة لها، ثم عيّن بعد قيام الاتحاد مستشاراً شرعياً في الدولة. وقد ساهم خلال فترة عمله في هذا المجال في ترسيخ أهمية العلم والدين في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء من خلال أحاديثه التلفزيونية والإذاعية، أو من خلال تعليمه العديد من الأشخاص، أو من خلال مؤلفاته التي كان لها دور كبير في بث الوعي والثقافة، حيث ألّف العديد من الكتب والمراجع في علوم الفقه والقضاء.

مثّل الشيخ أحمد أيضاً إمارة أبوظبي في العديد من المؤتمرات العالمية ذات الطابع العلمي والديني، لعل من أهمها مؤتمر الحوار بين الأديان. كما كان عضواً في عدد من المجمعات البحثية العالمية، منها ما كان متعلقاً بالحضارة الإسلامية. وظل الشيخ أحمد مستمراً في عطائه إلى أن توفي في عام 1988، تاركاً وراءه سيرة عطرة لشخصية قدّمت صورة متزنة وحقيقية عن روح الإسلام التي تدعو إلى السلام والتسامح.